السبت، 3 ديسمبر 2011

أسرار التحالف بين أمراء السلفية وآل سعود وإسرائيل على مصر


أسرار التحالف بين أمراء السلفية وآل سعود وإسرائيل على مصر
ال سعود يعترف بفضل بريطانيا ويتعهد بوطن قومي لليهود في فلسطين
التاريخ يحفل بالعديد من المشاهد التى لانجد لها تفسيرا للوهلة الأولى لكن كلما إقتربنا من العمق تظهر روابط المشهد وعلاته ولعل ذلك يتجسد تماما في أسرار العلاقة القائمة بين السلفية والعائلة السعودية وإسرائيل منذ قيام ثورة 25 يناير
للتبسيط قبل الشرح والتدليل نقول أن آل سعود قدموا المال بينما قدمت السلفية الغطاء الدينى الذي يعشقه أهل المشرق بينما يتبقى أن نقول أن الوهابية في حد ذاتها هي السلفية بل إن الوهابية هي إعادة الإنتاج المباشر للموروث السلفي الذي أتى به محمد عبر خلطة مختلقة من الثقافة البدوية وكتب الأديان السابقة على الإسلام وسط إنشغاله بإثبات تواجده كنبى وسط الأنبياء


السلفية نشأت مبكرا في فجر كما أن المسلمين جميعا يحملون قدرا من السلوك السلفي خاصة عندما يبدأون أي شأن من شؤن الممارسة الاسلامية فالعقل الانساني يفقد جزءا من قدراته الفكرية والتحليلية بتبنى الاسلام أو بالتربية عليه سواء أصبح هؤلاء فيما بعد سلفيون بالمعنى الحرفي للكلمة أو مصنفين بشكل آخر كوسطيين أو مسلمين معتدلين

العقل الاسلامي شأنه كشأن العقل اليهودي عليه أن يقبل بالأسطورة أولا وعليه ثانيا أن لا يسمح بأن تتسرب إلى عقله كل ما من شأنه أن يقلص من حجم الأسطورة فيقبل المسلمون بفكرة النبى الذي انتقل من الجزيرة إلى فلسطين وصلي بالأنبياء بينما الكثير من الأدلة التاريخية المتعلقة بهيكل سليمان تكذب الأمر من الأساس

أما أهم ما يميز التفكير السلفي خاصة والإسلامي عموما فهو عملية التعويض الزائد التى يدمن عليها العاجز كي يتقبل عجزه فبينما يعكف العلماء في الغرب على أبحاثهم يتوقف إنجاز المسلمين على طرح البدائل التى تحقر من الإنجاز فيخرجون لنا بول البعير والطب النبوي والإقتصاد الإسلامي كما لو كان الرب قد منحهم كتابا جمع فيه المعرفة وأصبحت دور العلم لا حاجة لها بعد ذلك

ولأن العقل الاسلام ينطلق من مفردات سادت في العقل الجمعي وتتميز بالخرافة والمستحيل مع نهي كامل عن حتى محاولة فك طلاسم الأساطير التى لم يحاول النبى أن يقترب من فكها هو الآخر بينما كان يسعى لإقتناص ما يستطيع من التوراة والإنجيل والتكملة عليه تأكيدا لأنه خاتم المرسلين عن طريق جعل كتابه إمتدادا يشمل أصولا من الديانات الأخرى
لذلك أتى الإسلام ومعه المقولة الأشهر إعلاميا: لا تجادل ولا تناقش
والسبب كما ترى أن لا حجج يحاجونك بها ولا دليل على أي شئ مالم تكن مضطرا أو مستعدا لتقبل كل شئ مقابل فقط أنك مسلم

وسط كل ذلك جاءت نصوص الإسلام تاكيد لما رسخ يهوديا عند اهل مكة والمدينة فإعترف المسلمون بالديانة لكن لعجزهم في معظمهم عن الفهم والقراءة أنكروا الكتب التى من المفترض أنها أصل القرآن بل وناصبوا أهلها العداء وجعلوا أهل الأديان الأخرى عدوا دائما وهو نفس ما فعلته اليهودية تماما وهو ما استقر عليه الحال حتى الآن فبينما توفر نصوص التوراة وتفاسيرها الكثير لإسرائيل لتحافظ على وحدة شعبها أمام عدو مشترك مسلم الديانة في معظم الأحيان يقول السلفيون أيضا بأن معركة حتمية ستقع وعداء لا ينتهى سيظل قائما لكنهم وبينما يمارسون قدرا من التوافق مع اليهود على الإتفاق على إلهاء شعوبهم بتلك اللعبة لا يترك السلفيون فرصة إلا وأضافوا الدين المسيحي والمعتنقين له كطرف آخر في العداء بل ويقومون بالدعوة لعملية (ترنسفير) كاملة له وهو ما سبق أن فعلوه عندما أفتوا بعدم جواز إجتماع دينين في الجزيرة وهو ما أخذته عنهم إسرائيل فإعتمدت سياسية الترانسفير في مواجهة أعداءها

أما عن شكل العنف الذي تتصف به الدعوة السلفية وهي قديمة قدم الإسلام فلعلنا نلمحها تماما منذا أن دخل إلى مصر عمرو بن العاص فعندما تصطدم العقلية السلفية بمجتمعات أرقى منها تفكيرا لا يجد السلفيون أمامهم إلا العنف كحلا لمن يرفض القبول بالكتاب أو بوجهة النظر أو بتسليم كل شئ مقابل جنة يعدونهم بها دون أن يظهرو مفاتيحها في أي مناسبة

في حالة مصر بقى الأزهر يمثل عقبة أمام السلفية الوهابية ولم يكن ذلك ناتجا عن رغبة منه لكن عن كونه إمتداد للثقافة المصرية التى تصر على أن يصبح للدين مؤسسة منذ زمن الفراعنة وتصبح هذه المؤسسة إمتداد للدولة ومصبوغة بصبغتها وهنا كان على الأزهر أن يكون مصبوغا بالطبعية الزراعية لمصر كما كان عليه أن يكون مصبوغا أيضا بالطبيعة الصناعية البسيطة للمصريين

ولان الاسلام الناشئ في بلاد تطارد الماء وتعتمد على القنص فإنه بطبيعته لا يتفق ونمط الانتاج الزراعي و الرأسمالي الصناعي لذلك لم يقدم الإسلام  وفلم يضف شيئا ذو قيمة الي تراث مصر فيما عدا الحفاظ علي اصوله رغم ان البشر في حياتهم اليومية كانوا يمارسون حياتهم بناء علي فقههم المأخوذ من تراثهم المصري الاقدم من الاسلام والذي يربط بين المصريين ورجال الدين فظل الأمر على ماهو عليه لكن استبدل الكاهن بالقس ثم بالشيخ الذي وجد المصريون حلا مناسبا له وهو (الولي) الذي يمجد بعد موته
ولان الإسلام المصري متأثرا بالتراث أصبح أكثر سماحة من الإسلام الأصلي نشر الوهابية مستحيلا علي آل سعود في مصر

لكن حوادث العصر الحديث أعطت السلفية الفرصة والوهابية الطريق لدخول مصر فبداية من جمال عبد الناصر وثوار يوليو جرت عملية ربط وتبادل بين مصر وبين الدول العربية بكل ما يمكن أن يمثله ذلك من تلويث للواقع المصري برداءة المنتج الخليجي العربي وبعد حرب 1973 وصعود أسعار النفط جاء المال الخليج عبر المسافرين مصحوبا بتعليم ردئ وإعلام يتحدث عن عروبة مصر كذبا وهنا أصبح على الأزهر أن يهتز تماما أمام الضربات المتلاحقة وأصبح عليه أيضا أن يتسرب إليه النفوذ السلفي

وهنا تبدأ الصورة تتضح في علاقة اسرائيل بالفكر الوهابي من ناحية وبآل سعود من ناحية آخرى فاسرائيل تشجع الفكر الوهابي بلا حدود كونه لا يمثل خطرا عليها وبينما تدير أمواله خارجيا وتمثل له مظلة مخابراتية ضد معارضيه وقدرة على محاصرة الأصوات التى تطالب دائما بفك الإرتباط بين أمريكا والشريك السعودي بينما تواصل إسرائيل دورها بقوة في دعم آل سعود والوهابية ولعل التوافق الحادث بين الإثنين وقت الخمسينات والخطط التى تم الكشف عنها قريبا عن إجبار مصر على الإحتفاظ بقواتها في اليمن تمهيدا لإصطياد الجيش المصري في سيناء
حتى اللحظة فإن دورة أخرى من دورات التاريخ قد بدأت وثورة 25 يناير التى أقلقت إسرائيل جرى تحجيمها والإلتفاف عليها عبر فصيلي الإخوان والسلفيين الممولين من العربية السعودية والمدعومين بتصريحات أمريكية تقول بقبولهم كشركاء رئيسيين كل لحظة فور وصولهم للحكم

الآن الكرة في ملعب الثوار والطليعة الإشتراكية التى ليس من المفترض أن تكون أغلبية الشعب المصري بل فقط أن تكون قادرة على إفساد العملية من الأساس عبر تحركات نوعية تبدأ من الكفاح السلمي وحتى المواجهة المباشرة فعندما تتعرض الأوطان للخطر يصبح كل شئ مباح 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Text Widget

Text Widget